الأحد، 14 يونيو 2015

  • لحظة الخطر


تقول إحدى الزميلات:

"فكثيراً ما كنت أسمع صوت إبني يبكي حينما كان رضيعاً، و أكون وقتها في الكلية، أي بعيدة عنه بعدة كيلومترات.. و حين أتصل بأمي لأسألها إن كان يبكي كانت تندهش و تؤكد حدوث ذلك فعلاً.. هنا أعتقدت أن السبب هو غريزة الأمومة، لكن لا أدري إن كان هذا تخاطر فعلاً..!"

مثال وارد جداً للتخاطر بين الإنسان.. الرضيع و أمه.. لكن لفتت نظري كلمة "غريزة الأمومة" و هذا يجعلني أيضاً أشير إلى "غريزة الخطر "التي نسمع عنها..

بالنسبه لغريزة الخطر هي التي تجعل الفرد - أحياناً - يشعر بالحيوان المفترس الذي سينقض عليه من الخلف مثلاً أو تُشعره بالجدار القديم المائل الذي يستعد للإنهيار فوق رأسه و هو يسير بجواره! !

كيف يشعر الإنسان بهذا؟
هل يبعث هذا "الحيوان المفترس" تلك الإشارات إلي العين الثالثه للضحيه بأنه يستعد و بصدد الهجوم؟!!
هل هذا ممكن؟!
في حال أنه فعلا يُرسل مثل هذه الإشارات - لا ارادياً - للضحية .. فهل يُرسل الجدار الذي سينهار إشارات أيضاًً؟؟!!!

****************

هناك عدة إحتمالات "لإدراك الخطر"

1- "الفرمونات"

و هي روائح تفرزها الحيوانات.. هذه الروائح ليست متشابه.. و هي كالشيفرات.. كل رائحة "فرمون" لها دلالة معينة عند الحيوان..

فعند التزاوج بين الحيوانات كمثال, تفرز الأنثى "فرمون" له رائحة يجتذب الذكور, و لحظة الخطر تفرز الحيوانات "فرمونات" أخرى..

هذا الإحتمال يفسر إدراك الإنسان لهجوم حيوان له من الخلف قبل أن يراه.. إذ ربما في لحظات الخطر يشم الإنسان ذلك "الفرمون" و يقدر على فهم معناه..

لكن بالنسبة للجدار.. فنجد أن هذا التفسير يقف عاجزاً رغم منطقيته الشديدة بالنسبة لهجوم حيوان...

2- إشارة كهرومغناطيسية

بالنسبة لهذا الإحتمال.. فإن هذا "الحيوان المفترس" يُرسل تلك الإشارات إلي العين الثالثه للضحيه بأنه يستعد و بصدد الهجوم.. فيستقبلها الفص الأمامي للمخ, و يقوم المخ بترجمتها إلى انذار بالهروب!

3- خطوط الفيض!

هذا الإحتمال هو عبارة عن نظرية غريبة بعض الشئ.. لكني قرأتها من قبل و ربطتها بتلك الظاهرة...

تقول النظرية أن كل جسم سواء "حي" أو "جماد" يُحيط به مجال كهرومغناطيسي..

معلومة قديمة عن المغناطيس... عندما تُحضر لوحاً خشبياً و تضعه فوق مغناطيس و تضع فوق اللوح برادة الحديد.. و تهز اللوح برفق... فتتراص ذرات برادة الحديد بترتيب معين يرسم خطوط غير مرئية تُسمي "خطوط الفيض المغناطيسي".
و يتوقف شكل خطوط الفيض و طولها علي الشكل الهندسي للمغناطيس..

من خلال إسترجاع معلوماتنا عن خطوط الفيض المغناطيسي, نستكمل النظرية التي تقول أيضاً أن المجال الذي يُحيط بكافة الأجسام له خطوط فيض شبيهه إلي حد ما بخطوط الفيض الخاصة بالمغناطيس العادي....

و نحن نعلم أنه إذا وُضع مغناطيسان متجاوران سيؤثر كلاهما علي الآخر, سواء بالتنافر أو التجاذب.. و هذا ما تخمنه النظرية!!

****************

عندما يبدأ الجدار في الإنهيار مثلاً أو يبدأ الحيوان المفترس في الهجوم من الخلف, يتغير ترتيب خطوط الفيض الخاصة بالشخص "المنكوب" - أو الذي سيصبح هكذا ! - بتأثير من مجال "الجدار" أو "الحيوان" ذاته.. مما يُشعر الشخص بالخطر.. فيركض مبتعداً أو يلتفت إلى الوراء..أو أي رد فعل يأمره به عقله لا إرادياً و ينفذه جهازه العصبي سريعاً !

ربما تكون صحيحة أو ليست كذلك, لكنها منطقية إلي حد كبير, و أحببت أن أنقلها إليك يا قارئي العزيز..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق